حسب الاعتقاد السائد فإن المسيحية دخلت إلى الهند في عام 52 ميلاديًا، وذلك من خلال الرسول القديس توماس، تلميذ يسوع المسيح. ويُقال بأن توماس قد أبحر من شرق آسيا إلى ولاية كيرالا، وقام بالمعجزات للناس هناك، فآمنوا بالمسيحية. في الوقت الراهن، تعج البلاد بالكنائس ودور الصلاة التي تدعو المصلين من كل مكان، فولاية غوا أفضل مكان للسير في الدروب الروحية، ومن المحتمل أن أشهر كنيسة في غوا وواحدة من أكثر الكنائس تبجيلاً في العالم هي كنيسة بوم جيسوس في غوا القديمة، التي تأوي رفات القديس فرانسيس كزافييه. إن هذا المجمع إلى جانب بعض الكنائس الأخرى في غوا القديمة، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تتميز الواجهة الخارجية للكنيسة بالغرانيت الأسود، وبالهندسة المعمارية الباروكية مع طراز دوريك، والكورينثيان مع التأثيرات المركبة. 

 محطة أخرى هامة هي كنيسة القديس فرانسيس الأسيزي التي أسسها ثمانية من الرهبان الفرنسيسكان، حين وصلوا إلى غوا في عام 1517. وقد تم الاحتفاظ بطرازها البرتغالي- المانويلي في هيكلها القديم، والذي بُني في عام 1665. تُقدم الكنيسة تباينًا بصريًا رائعًا بين الواجهة الخارجية البسيطة والداخلية الباروكية الفخمة. أما التأثيرات الكورنثية، فتتجلى بالديكور الداخلي الجميل. والمذبح الرئيسي هو العنصر الأكثر جاذبية، حيث ينتصب فوقه تمثال كبير للقديس فرانسيس الأسيزي، إلى جانب تمثال آخر للسيد المسيح. ويحيط بالجانبين لوحات خشبية رُسمت عليها حياة وأوقات قديسها الراعي.
 
 تقع كنيسة السيدة العذراء، في عاصمة ولاية باناجي، ويُعتقد بأن الكنيسة بنيت في الأصل كمعبد صغير في عام 1541، خدمة لمتطلبات البحارة البرتغاليين. وقد أصبح المعبد أبرشية في عام 1600، وبعد تسع سنوات تحولت إلى كنيسة. إن أدراجها الملتوية المتناظرة قد شُيدت في القرن الثامن عشر. ويُعتقد بأن الكنيسة قد صُممت على غرار كنيسة بوم جيسوس دي براغا في البرتغال، مع أدراج في الوسط، وأربعة على الجوانب في تناظر تام.
 
 تتميز كاتدرائية سان توماس الكاثوليكية في تشيناي بأصول برتغالية، وهي كاتدرائية كاثوليكية رومانية جميلة باللون الأبيض الناصع، يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وقد أعيد بناؤها على الطراز القوطي الحديث في عام 1896، ويُقال إنها المثوى الأخير للحواري والقديس توماس. يحتوي صليب صغير على جدار المقبرة قطعة صغيرة جدًا من العظم، في إشارة إلى "رفات القديس توماس". ومصلى القبر الذي يقع تحت الأرض يحظى بتقدير كبير، ويعتقد المؤمنون بأن رمال القبر تتمتع بقدرات شفائية إعجازية، وتحتوي القاعة المركزية على 14 لوحة خشبية تُصور محطات صلب المسيح.
 
 إن باسيليكا سانتا كروز، في كوتشي، كيرالا، أحد أروع مباني الباسيليكا الثمانية الموجودة في الهند، تم بناؤها من قبل البرتغاليين في عام 1505. وتفتخر باثنين من الأبراج السامية التي يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة، أما لون هيكلها الأبيض الناصع فهو في تضاد مع ألوانها الداخلية النابضة بالحيوية، تضيف الأقواس والمذبح لمسات تعود إلى العصور الوسطى في عمارة الكنائس. سيعجب الزائرون بشكل كامل باللوحات السبع الزيتية المستوحاة من "العشاء الأخير" للفنان ليوناردو دافنشي. وبينما تُحدق في السقف الفاتن، والمزين بلوحات تُصور مشاهد من صلب المسيح، ستدهش من مهارة الحرفيين في ذلك الوقت. كما لا تفوت على نفسك رؤية المنحوتات الجدارية المعقدة والنوافذ المعشقة التي تعزز من جمال الكنيسة.
 
 إن كنيسة القديس فرنسيس، في كيرالا، إحدى أقدم الكنائس التي بناها الأوروبيون في الهند، وتشتهر بتصميمها وأجوائها الجميلة. وتفتخر بالهيكل العظيم مع السقف الموشوري المؤطر بالخشب والمغطى بالقرميد، وللكنيسة برجين على جانبي الواجهة الأمامية، وقد تم بناؤها من قبل مجموعة الرهبان الفرنسيسكان البرتغاليين في عام 1503.
 
 تقع كنيسة القديس فرانسيس الجميلة في سوباس تشوك- دالهوسي (في هيماشال براديش)، إنه هيكل مذهل يتميز بأعمال حجرية داخلية رائعة وزخارف زجاجية بلجيكية متعددة الألوان، مما يجعله المكان المفضل لعشاق الفن والعمارة. أما الشكل الخارجي فيعرض الهندسة التي تعود إلى العصر الفيكتوري، وتبدو الكنيسة كصورة رائعة مؤطرة أمام أشجار الدردار الطويلة. وحتى الجدران الداخلية مزينة بالكلمات والرسوم التوضيحية التي تروي تاريخ الكنيسة.
 
 تقع كنيسة "القديس يوحنا إن ذا ويلدرنس" في شامبا (في هيماشال براديش)، ووسط أشجار الصنوبر، وتُعرف على نطاق واسع بتعقيداتها المعمارية وأسلوبها القوطي. فخشب سور المذبح المصقول والجميل والمصابيح الزيتية النحاسية، إلى جانب زجاج النوافذ المعشقة في غاية الجاذبية، وتخفف من قساوة مظهر البناء الحجري، تم إحضار جرس الكنيسة الضخم، الموجود بالقرب من المدخل، خصيصًا من إنجلترا في عام 1915.
 
 تُعد كنيسة سانت جيمس إحدى أقدم الكنائس في دلهي، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وهي مقصد سياحي هام وبارز في دلهي. تقع الكنيسة وسط حي كاشميري غايت الصاخب، وتتمتع بأجواء هادئة وساكنة تجذب الزوار من جميع أنحاء المنطقة. كما تتميز بواجهة ساحرة، وقد تم بناؤها على طراز عمارة عصر النهضة الجديدة، وعلى شكل صليب. تحتوي على ثلاثة أروقة تُكللها أعمدة رائعة، وقبة مثمنة في الوسط، ونوافذ زجاجية معشقة فوق المذبح. من المعالم البارزة الأخرى صليب معلق في الأعلى وكرة نحاسية، يُعتقد أن كلاهما مستوحى من كنيسة البندقية.
 
 محطة أخرى هامة في كولكاتا، هي الكنيسة الأرمنية، التي تقع في شارع الأرمن، يُعتقد أنها أقدم كنيسة في المدينة وتم بناؤها في عام 1764. إن عمارة الكنيسة متعة بصرية، فالديكور الداخلي مزين بالرخام، في حين أن القسم العلوي مزين بلوحات جدارية. يوجد صليب على مذبح هذه الكنيسة، وأناجيل، و 12 شمعدانًا يرمز إلى المسيح والحواريين، إلى جانب ذلك، ستجد ثلاث لوحات زيتية تمثل الثالوث المقدس.
 
إن كاتدرائية ماري لمساعدة المسيحيين، هي مكان الكاثوليك الرئيسي للتعبد، في شيلونغ، وواحدة من أقدم الكنائس في المطرانية، وفي كل شمال شرق الهند. تم بناء الكنيسة قبل أكثر من 50 عامًا، ويؤمها الناس من مختلف الثقافات والعقائد. وبأقواسها العالية ونوافذها الزجاجية الملونة، يُقال إن الكنيسة أحد أجمل المباني في مدينة شيلونغ.